لم يعدْ إتقانُ قواعدِ اللغةِ العربيّةِ وغيرِها من علومِ الآلةِ هو السبيلَ الوحيدَ لإتقانِ التعبيرِ بهذهِ اللغةِ الجميلةِ على أهميّةِ هذهِ العلومِ العربيّةِ وفضلِها وإنّما الأساسُ أن تعكفَ على قراءةِ نصوصِ فرسانِ العربيّةِ من أهلِ البلاغةِ والبيانِ مثلُ الجاحظِ وابنِ المقفّعِ وغيرِهم منَ القدماءِ ومصطفى صادقِ الرافعيِّ والعقّادِ وغيرِهم منَ المحدثين بلْ وأنْ تعكفَ على حفظِ هذهِ النصوصِ والتمرّسِ على محاكاتِها حتّى تمسكَ بأداةِ البيانِ فينطلقُ منك اللسانُ فتبدعُ مثلَما أبدعوا فيكونُ لكَ حظٌّ في سماءِ أهلِ البيانِ أهلِ لغةِ القرآنِ...
لذلكَ اخترتُ لك أيّها الطالبُ العزيزُ جملةً منَ النصوصِ القرائيّةِ لعددٍ من أعلامِ البلاغةِ والبيانِ وشرحتُ لك بعضَ الألفاظِ التي قد يصعبُ عليك فهمُها معتمداً في ذلكَ على أمهاتِ معاجمِ اللغةِ العربيّةِ مثلُ لسانِ العربِ وغيرِه وبسطتُ بينَ يديكَ بعضَ التمارينِ التي قد تساعدُك على إتقانِ التعبيرِ باللغةِ العربيّةِ ومن ثَمَّ الإبداعِ ....
إن هذا الكتاب - وإن كان موجها بالخصوص إلى التلاميذ وطلبة العلم - فلا غنى عنه للكاتب الذي يريد أن يتقن أسلوبه ولا للصحفي الذي يعمل على تدبيج مقالته ولا للمحرر الإداري الذي يهدف إلى إتقان مراسلته ... فهو مصنف قد وضع لخدمة هؤلاء وأولئك...
